أنت هنا

 

كنا نتساءل إن كان هناك من يصغي لأصواتنا، يلتفت تحدياتنا، أو يتتبع تطلعاتنا،

أم هل يعي الشباب الفلسطيني دوره في التأثير على الثقافة والسياسات والتشريعات المجتمعية وقدرته على التغيير الإيجابي.   ومن هذا المنطلق بدأنا البحث عن شباب فلسطيني صانع للتغيير ومؤثر في مجتمعه، ومن عدة مناطق جغرافية: الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية.

 

في تشرين الأول من العام 2021م تشابكت تلك التساؤلات لتجمع 19 فلسطينياّ وفلسطينية من الشباب القيادي من مختلف محافظات الوطن، استجابةً لمبادرة أطلقتها منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشباب حملت اسم "لجنة الشباب الاستشارية"، إيماناً  بالدور  الحيوي الذي ينطوي عليه الاستثمار بآراء الشباب  في عمليات التخطيط والمتابعة وصنع القرار، وشمل المشاركة الشبابية من خلال خلق مناخ مناسب وبلورة إستراتيجية شاملة لتعزيز حضور الشباب في مختلف الفضاءات الإنمائية الوطنية والدولية.

إن تشتت الجهودِ التنمويةِ والإنسانية المبذولة وما آلت إليه من فجوات عمقتها الصورة النمطية عن مجتمعنا الشبابي، ساهم في تهميش جزء كبير منه، وتدني وعي واهتمام الشباب بمسؤوليته تجاه مجتمعه  وأهمية مشاركته المدنية والسياسية، الأمر الذي شكل عواملاً رئيسية دفعتنا للتحرك الجاد لتقديم مداخلات بناءة  والمساعدة في تحديد أولوياتنا  في استراتيجيات وبرامج ومشاريع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدنمارك والشركاء الآخرون  والجهات  الفاعلة الرئيسية الأخرى، لتسليط الضوء على القضايا الملحة. لقد تم اختيار كل عضو/ة في اللجنة الاستشارية بعناية  راعت تعدد اهتمامات المجتمع الشبابي الفلسطيني، هادفة إلى توحيدهم بالرغم من الانقسام السياسي والجغرافي ما بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. تلك المبادرة ضبطت مساراتنا باعتبارها الحاضنة الحقيقية لضمان وصول صوتنا المعبر عن مصالحنا، ووحدة رؤيتنا الحقوقية  في التأثير على السياسات التي تخص الشباب وهمومهم.

إننا في لجنة الشباب الاستشارية نتطلع لتمثيل رؤى شبابنا الفلسطيني بكل أطيافه والتطلع لمستقبل آمن ينال فيه كافة حقوقه دون تمييز على أساس الجنس أو الإعاقة أو العرق أو الانتماء الفكري أو التميز الديمغرافي أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، كما نسعى لتوثيق الاتصال بالجهات الدولية وخاصة منظمات الأمم المتحدة لضمان استجابة برامجهم مطالبنا واحتياجاتنا لكي نصل لواقع أفضل بالحصول على الخدمات والتمكين والاستمتاع بحقوقنا.

 

وبشعار "الشباب للكل، والكل للشباب" أتينا حاملين رؤى وآمال الشباب الفلسطيني ونطلع لتحقيق وتجسيد هذه الرؤى أفضل تمثيل وننظر إلى المستقبل بشغف آملين أن نرى  التغيير الإيجابي، نطمح الى أن نرى الشباب الفلسطيني فاعل على جميع المستويات، الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية وغيرها. سوف نقوم بكل ما في وسعنا، لنقل رؤية الشباب الفلسطيني وتطلعاته إلى أصحاب القرار على المستوى المحلي والدولي، وذلك من خلال تحليل واقع الشباب وتحديد أولوياته واحتياجاته من منظور شبابي بحت.

 

رسالتنا لكل الشباب الفلسطيني : "ابقوا مفتوحي الأعين على الحياة، واجعلوا قلوبكم مشعة بالنور والأمل، ودافعوا عن شغفكم بكل قوة وإصرار.  إمضوا في دروبها بشجاعة فلا بد من منافذ تعبرون من خلالها عن أحلامكم وطموحاتكم."