أنت هنا

 

تعرف الطلاب وأولياء أمورهم على مفاهيم المساواة بين الجنسين من خلال برنامج حياة المشترك للقضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي. يقول المعلمون ومرشدو المدارس إن لديهم فهمًا أفضل لكيفية الحد من العنف والاستجابة له في مدارسهم بسبب التدخلات التي يتم إجراؤها من خلال هذا البرنامج، بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة التربية والتعليم وجذور للإنماء الصحي والاجتماعي.

 

أظهرت التجربة أن العمل مع الشباب لمساعدتهم على التفكير في معايير النوع الاجتماعي، والمساواة، وحقوق الإنسان، كلها عوامل رئيسية للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي لاحقا.  لهذا السبب، يعمل برنامج حياة المشترك مع الطلاب في مرحلة المراهقة، ومع المعلمين والمرشدين في المدارس في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ويؤكد عمر (18 عامًا): "لقد تعلمنا معنى الجندر.  إن النساء والفتيات جزء من المجتمع واحترامهن واجب أخلاقي."

عمر هو أحد الطلاب الذين تعرفوا على مواد مختلفة تساعدهم على فهم هذه المفاهيم في مدرسته. شمل ذلك كتيبًا تدريبيًا حول العنف القائم على النوع الاجتماعي المخصص للآباء والمعلمين والطلاب، الذي تم تطويره من خلال مؤسسة الرؤية العالمية، وتم تحديثه من خلال برنامج حياة المشترك. وتم استخدام هذا الدليل في ثلاثين مدرسة في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى الآن، وهذه ليست سوى البداية.

 

بالنسبة لعُمر، البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً، ولغيره من الطلاب، يعد التعليم أمرًا محوريًا في الجهود المبذولة لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز المواقف والسلوكيات تجاه المساواة بين الجنسين. صورة ©زيد جبريل

 

 

هذا الدليل وغيره من المواد المماثلة تساعد المراهقين على التفكير من خلال تغيير الأدوار بين الجنسين، والقوالب النمطية، والتوقعات المجتمعية، بطرق ممتعة، بما في ذلك الدراما ورواية القصص والمذكرات والأنشطة الترفيهية. ويتم مناقشة آرائهم في الصف مع كل من المعلمين والمرشدين الذين تم تدريبهم في هذا الموضوع.

يقول نادر، وهو مدرّس في الضفة الغربية “كانت بعض المفاهيم في الدليل جديدة بالنسبة لي، بينما فهمت بعضها. عندما نظرت في دليل العنف القائم على النوع الاجتماعي، أدركت أنه سيساعدني في توضيح المفاهيم وتثقيف طلابي بالطريقة الصحيحة."

ويتابع نادر بقوله "عملنا سويا كفريق واحد" موضحًا أنه غالبًا ما كانت هناك تحديات لأن المفاهيم كانت جديدة بالنسبة للكثيرين. "أنشأنا لجنة النوع الاجتماعي. تألفت من مرشد تربوي واحد، وأحد الوالدين، وطلاب، والتي كان هدفها الرئيسي تنظيم أنشطة تربوية وتوعوية. كانت اللجنة الأكثر نشاطا وكانت حديث القرية”، يقول نادر بفخر.

العنف ضد النساء والفتيات هو انتهاك لحقوق الإنسان وله عواقب طويلة الأمد على الأفراد والأسر والمجتمعات. ازداد العنف ضد المرأة بشكل ملحوظ في أعقاب جائحة كوفيد-19، مما أثر سلبًا على شعور المرأة بالأمان والصحة العقلية. في الضفة الغربية وقطاع غزة، 29 في المائة من النساء المتزوجات قد تعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن، و14 في المائة من النساء اللاتي لم يتزوجن من قِبل أحد أفراد أسرهن، و44 في المائة من الفتيات (12 و17 عاما) من قِبل والدهن أو والداتهن.

تدعم ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان كريستين بلوخوس العمل مع المراهقين للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتقول "نحن نعلم الكثير عما يمكن ان ينجح في منع العنف المبني على النوع الاجتماعي. بهدف التغيير في السلوك، علينا مساعدتهم على فهم تبدّل أدوار الجنسين.  في هذه المرحلة من عمرهم، هناك مرونة وتقبّل للمعلومات الجديدة. وبهذا يمكنهم دخول مرحلة البلوغ بتوقعات أكثر صحية."

يعتقد عمر أن التدخلات سيكون لها تأثير إيجابي طويل المدى عليه وعلى مجتمعه: "أنا متأكد من أن المفاهيم التي تعلمتها، مثل معنى النوع الاجتماعي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ستكون دائمًا جزءًا مني."

بتمويل من حكومة كندا وتنفيذ مشترك من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة ، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يسعى برنامج حياة المشترك إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات من خلال مختلف أنشطة التوعية والوصول المجتمعي، لزيادة وصول الناجيات من العنف إلى الخدمات الضرورية ، وكذلك لتعزيز القدرة المؤسسية للمسؤولين الحكوميين لتطوير وتنفيذ الأطر القانونية والسياساتية التي تعزز وتحمي حقوق النساء والفتيات في العيش في مأمن من العنف.