يلعب الرجال في فلسطين دورا رائدا في الدفاع عن حقوق المرأة وانهاء العنف ضدهن، من خلال تعزيز وتقوية العلاقات المبنية على المساواة والاحترام بين النساء والرجال والفتيات والفتيان، من خلال مؤسسة أدوار وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال برنامج حياة المشترك.
"تجاهلت العشائر التقليدية حقوق المرأة بشكل كامل،" يقول الشيخ محمود القواسمي. "وسيطروا على قضايا المرأة بالذكورية. المرأة في نظرهم، طلعتها عار، المطلقة عار، الأرملة عار، وربطنا النساء والفتيات بثقافة العار".
في فلسطين، تشكل النساء ما يقرب من نصف السكان ومنهن، اثنتين من ثلاثة نساء متزوجات يقعن ضحايا للعنف من قبل أزواجهن، كما أن اثنتين من كل خمسة نساء غير متزوجات يقعن ضحايا للعنف من قبل أفراد الأسرة
في الضفة الغربية، تعمل مجموعة من الرجال على تغيير هذه الحقائق. بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال برنامج حياة المشترك، شكلت مؤسسة أدوار "تحالف الرجال". حيث يقوم 60 رجلاً وشاباً من مناطق بيت لحم والخليل بالدعوة إلى إنهاء العنف ضد النساء. يعمل هذا التحالف على زيادة معرفتهم ومهاراتهم بالقضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وآليات المسائلة للدفاع عن النساء اللاتي يتعرضن للعنف. ويأمل كل منهم بدوره في المساعدة في إنهاء هذا العنف في مجتمعهم بالكامل.
الشيخ محمود هو أحد أعضاء "تحالف الرجال"، مؤمن بالرجولة الإيجابية التي تشجع المرأة وتدعمها وتمكّنها. خلال عمله لأكثر من أربعين عاما، فهو يواجه التحدي الرئيسي في تغيير نظرة الناس إلى العنف وتبريرهم له. يقول محمود: "من الصعب
مواجهه العقول الرجعية، في ذهن الناس مثل الذكورية المطلقة والتعامل السيء مع الاناث بشكل خاص وصعوبة التعامل المجتمع."
يؤكد الشيخ محمود بوجود العنف بكافة أشكاله، وليس جسدياً فقط، ضد النساء والفتيات. ويضيف: "حرمانها من الميراث هو عنف. ويقول "حرمانها من الحق في اختيار زوجها هو عنف." ولكن عند سؤاله عن رأيه فيما يخص مجتمعه إن كان يبرر العنف أو يمنعه يجيب الشيخ محمود أن هناك أشخاص من كلا الجانبين. "يوجد أُناس ضد العنف يدّعون باننا ضد الاسلام وندعو الى الانحلال، ويوجد ناس يشجعونا."
من خلال برنامج حياة المشترك، يعقد كل من مؤسسة أدوار و "تحالف الرجال"، وصندوق الأمم المتحدة للسكان اجتماعات حوارية بحضور منظمات التي تُعنى بالعدالة والحماية الداعية الى تحسين جودة الخدمات خاصة للفئات الضعيفة. بالإضافة الى جلسات تبادل الخبرات مع رجال فلسطينيين وصناع القرار لحثهم على سنّ قوانين لحماية الأسرة والنساء والفتيات من العنف.
"يسعى برنامج حياة المشترك إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات من خلال العمل مع المجتمعات المحلية لمعالجة المواقف والسلوكيات التي تبرر العنف ضد النساء والفتيات" تقول مديرة برنامج حياة المشترك، حزام طهبوب.
"إن العمل مع مؤسسة أدوار يساعد،" يقول الشيخ محمود، حيث أثرى عمله مع رعيته ومجتمعه. "عند انضمامي الى مؤسسة ادوار، اصبحت أقدم افكار المؤسسة في خطبي ودروسي وتوجيهاتي في القرى والمدن."
يعتقد الشيخ محمود أن الاستمرارية في الحوار يحي النقاشات المتعلقة بحقوق المرأة ويساعد في تحفيز التغيير. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من العمل. يقول الشيخ محمود: "هناك حاجة في تغيير بعض القوانين. ايضا تغير الخطاب في المساجد الى خطاب مدني حضاري يتفق مع سماحه الاسلام في التعامل مع المرأة."
وبُعيد عمله مع مؤسسة أدوار و"تحالف الرجال" يقول الشيخ محمود بأنه يأمل بمستقبل أفضل حيث يقول: "أنا دائما متفائل."
بتمويل من حكومة كندا وتنفيذ مشترك من قبل هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يسعى برنامج حياة المشترك إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات من خلال مختلف أنشطة التوعية والوصول المجتمعي، لزيادة وصول الناجيات من العنف إلى الخدمات الضرورية، وكذلك لتعزيز القدرة المؤسسية للمسؤولين الحكوميين لتطوير وتنفيذ الأطر القانونية والسياساتية التي تعزز وتحمي حقوق النساء والفتيات في العيش في مأمن من العنف.
|